سمير ديلو يوجه 9 أسئلة للرّئيس قيس سعيّد..!

في رسالة موجهة لرئيس الجمهورية في في ذكرى ملحمة 9 أفريل 1938 :  9 أسئلة للرّئيس قيس سعيّد .. من القيادي السابق لحركة النهضة سمير ديلو، وفيما يلي نص التدوينة: 


ذكرى أحداث 9 أفريل 1938 مُختلفةٌ هذه السّنة عن سابقاتها منذ استقلال بلادنا ، فبعد 84 سنة من ارتقاء عشرات الشّهداء الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل حرّيّة وطنهم واستقلاله رافعين شعار : " برلمان تونسي " ، تعيش تونس منذ أكثر من سبعة أشهر دون برلمان ولا دستور .. وفي ظلّ أزمة ماليّة مستفحلة ووضع اقتصادي ينذر بمخاطر كبيرة ..

ورغم ما شهدته البلاد في السّنوات الأخيرة من فشل في مواجهة التّحدّيات الإقتصاديّة و التّنمويّة ومن تعثّر في استكمال المؤسّسات الدّستوريّة والهيئات المستقلّة ، فإنّ الرّئيس سعيّد يتحمّل المسؤوليّة الكاملة في ما يُحدق بالبلاد من أخطار غير مسبوقة نتيجة مقامرته باستقرار البلاد وأمنها - وتحويلها إلى نقطة قارّة في تصريحات قادة الدّول وحكوماتها وبيانات المنظّمات الحقوقيّة - بسبب نهَمه لتجميع السّلطات وتكديس الصّلاحيّات .. 


لقد قطع يقين الأفعال والإجراءات شكّ الأقوال والشّعارات ، كلّ ما يقوم به سعيّد مُدرِج في سياق تحقيق مشروع شخصيّ هُلامي بوسائل تجمع بين الخطاب الشّعبوي ، وتوظيف مقدّرات الدّولة والسّلطة التّشريعيّة المغتصبة عبر إصدار مراسيم التّمكين للبناء القاعدي .


إنّ وضوح " رزنامة الرّئيس " و انكشاف المعالم الرّئيسيّة لمُخرجات " حوار الرّئيس " يُعطيان فكرة  جليّة عن " ديمقراطيّة الرّئيس " ..! : 
* نعم للحوار ، ولكن ..
فقط مع من يختارهم الرّئيس ، وعلى أرضيّة استشارة شارك فيها 5٪؜ من التّونسيّين ، وحول قضايا تمّ حسم أغلبها قبل انطلاق الحوار .
* إعلام مستقلّ ، ولكن ..
يقع تصنيف الصّحفيّين حسب موقفهم من سياسات الرّئيس مع تدجين الإعلام العمومي ..!
* تشرف على الانتخابات " الهيئة العليا المستقلّة .." ، ولكن ..
بتركيبة يختارها الرئيس..!
* يُشرف على القضاء مجلس أعلى ، و لكن ..
يختار الرّئيس تركيبته ويحتفظ بصلاحيات مطلقة في إدارة " الوظيفة القضائيّة " ..!
* سيتمّ الإبقاء على الانتخابات ، ولكن ..
الرّئيس هو الذي يكتب القانون الإنتخابي ويختار نظام الإقتراع و هو الذي يحدّد لِمن سيسمح بمنافسته ..!

سيّدي الرّئيس : 
هذه أسئلة تِسع ( 9 ) عسى أن تصادف في نفسك لحظة تواضع وتقديم للمصلحة الوطنيّة وخشوع أمام الدّماء الزّكيّة لمعارك تحرير الأرض وتحرير الكرامة : 

     1- لقد استعملتَ الفصل 80 من الدّستور لتفعيل التّدابير الإستثنائيّة ومواجهة الخطر الدّاهم ال " مهدّد لكيان الوطن أو أمن البلاد أو استقلالها ، يتعذّر معه السّير العادي لدواليب الدّولة " ، فما هو الخطر الدّاهم الذي فعّلتَ الإجراءات الإستثنائيّة لمواجهته ؟
     

 2- ينصّ الفصل 80 من الدّستور - الذي فعّلتَ بموجبه التّدابير الإستثنائيّة - على أنّه " يُنهَى العمل بتلك التّدابير بزوال أسبابها ، ويوجّه رئيس الجمهوريّة بيانا في ذلك إلى الشّعب " ،  فمتى تنوي توجيه بيان للشّعب تشرح فيه ما قمتَ به من تدابير لضمان عودة السّير العادي لدواليب الدّولة؟ 
  
3- هل يبقى " كيان الوطن " أو " أمن البلاد " أو " استقلالها " تحت طائلة التّهديد ، في غياب مراسيم الصّلح الجزائي ، ومقاومة المضاربة .. ، و الشّركات الأهليّة ؟
 
4- لقد وضعتَ يدك على المصحف الشّريف يوم 23 أكتوبر 2019 وأقسمتَ أمام شعبك وتحت أنظار العالم : " أقسم بالله العظيم أن أحافظ على استقلال تونس وسلامة ترابها ، وأن أحترم دستورها وتشريعها ، وأن أرعى مصالحها ، وأن ألتزم بالولاء لها " ، ولم يكن خافيا عليكَ أنّ الدّستور الذي أقسمتَ عليه لا يمنحك صلاحيّات تشريعيّة ولا يُخوّل لك حلّ المجلس الأعلى - المنتخَب - للقضاء ، ألا تعتبر أنّك قد حنثت في يمينك ؟
 

5 - ألا تعتبر أنّك تتدخّل في سير القضاء وتمسّ من استقلاليّته بمطالبتك - في مجلس وزاريّ - بمحاكمة الرّئيس المرزوقي ، واحتجاجك على تبرئة محكمة التّعقيب لرئيس حزب ( ووزير سابق ) ، وخَوضك المُتلفز المتكرّر عن قضايا جارية ، واتّهامك بالفساد والتّآمر والعمالة لمعارضين لك دون دليل ولا حجّة ( ما عدا ما يصلك من تقارير كتابيّة أو شفاهيّة ) ..؟

 6- هل تعتبر كافيا تأكيدك المتكرّر أنّك لم تشتكِ أحدًا للقضاء ، مع أنّه لا يخفى عليك أنّ العشرات من المعارضين والمدوّنين يُحالون على القضاء العسكريّ والقضاء العدلي بتهمة " إتيان أمر موحش تجاه رئيس الجمهوريّة " ..؟
 
7- أليس من التّناقض أن تُصدِر في 20 جانفي 2022 مرسوما لوضع حدّ للمنح والإمتيازات الممنوحة لأعضاء المجلس الأعلى - المنتخَب - للقضاء بتعلّة حماية المال العام ، في الوقت الذي تُصرَف فيه أجور موظّفي وأعوان مجلس نوّاب الشّعب ومتحف باردو منذ أشهر طويلة دون عمل مُنجَز ( نتيجة منعهم من دخول مقرَّي المجلس والمتحف الذَين أمرتَ بوضع مدرّعة عسكريّة أمام بوّابتهما الخارجيّة و الذَين يعيشان إهمالا كارثيّا )..؟!.
 
 8 - أتجد من الطّبيعيّ أن لا تخاطب شعبك إلاّ مُرعِدا مُزبِدا غاضبا متجهّما عابسا تتوعّد معارضيك بالويل والثّبور وعظائم الأمور وتوجّه لهم أخطر الإتّهامات وتطلق عليهم شتّى أسماء الزّواحف والحشرات ؟ 


 9- لقد كانت لك مع نوّاب الشّعب المنتخَبين خصومة سياسيّة ، وكان بالإمكان ترك البتّ في ما هو جنائيّ للقضاء ، ومسؤوليّة تقييم الأداء للنّاخبين ، وما زاد عن كلّ ذلك .. للمؤرّخين ..!

اتّهمتَهم بالحصول على مبالغ كبيرة لقاء التّصويت على فصول بعض القوانين ، وهاهي أشهر طويلة قد مرّت دون أن يقع تتبّع نائب واحد من أجل هذه الجريمة الخطيرة ، بينما تمّ فتح المحكمة العسكريّة بعد منتصف الليل لإطلاق تتبّع ضدّ صحفيّ وضدّ نائب وأديب ارتكبا قبل ساعات قليلة جريمة تلاوة قصيدة اعتُبِر بعض أبياتها تعريضا بالرّئيس ، وتتمّ معاينة التّدوينات المعارضة لسياساتك بعد دقائق معدودة من كتابتها ..!

أوقفتَ جرايات النّوّاب بعد إغلاق مجلسهم .. ولم تكتف بذلك بل منعتَ الموظّفين منهم من استعادة وظائفهم و من التّمتّع بالتّغطيّة الصّحّيّة ومن استخراج وثائق الهويّة ووثائق السّفر .. وأخضعتهم وباقي النّخبة السّياسيّة والإقتصاديّة ، في جميع المطارات والمنافذ الحدوديّة ، لإجراء الإستشارة قبل المغادرة ( S17 ) ..!

قمتَ بما لم يخطر على بال المتقدّمين والمتأخّرين من المستبدّين حين اعتبرتَ عقد جلسة عامّة لنوّاب شعب منتخبين ( تمّت تطبيقا للفصل 80 من الدّستور الذي تحكم بموجبه ) مبرّرا لاتّهامهم بالخيانة العظمى وبالتّآمر , وبالإعتداء على أمن الدّولة الدّاخليّ .. الموجب للحكم بالإعدام ..! 

وأنتَ المُطّلع على تاريخ الحكم والحكّام ، هل ترى أنّ الثّأر و الإنتقام من الخصوم من شِيم من تستشهد بسِيَرهم من عُظماء السّابقين ؟

إرسال تعليق

أحدث أقدم