رفيق بوشلاكة للطفي العبدلي : شكرا لك على مادة الطحين الفاخر" الذي قدمته.

كتب صهر راشد الغنوشي و القيادي بحركة النهضة رفيق عبد السلام على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك التدوينة التالية: 


خلال حقبة  " العشرية السوداء" ( سود الله وجوههم وأقفيتهم) كانوا يركضون فوق الركح المسرحي،  ويرفعون أصواتهم سخرية من الرؤساء والوزراء والمسؤولين، و كان العبدلي نفسه يرفع إصبعه  الأوسط، ويتقلب فوق الأريكة ويرفع رجليه الى فوق في البرامج التلفزية، لمهزلة  الوزراء   والشخصيات العامة، ومع ذلك  كان هؤلاء يعودون  الى بيوتهم سالمين غانمين.



وأنا شخصيا كنت موضعا للسخرية السوقية  من لطفي العبدلي مرات كثيرة، وقد امتعض أحيانا وأبتسم اخرى،   وكنت ومازلت أعتبر ذلك ثمنا طبيعيا لحرية التعبير في مجتمع ديمقراطي مفتوح، فمن يدخل الحياة العامة ويتولى المسؤولية الشعبية والرسمية عليه أن يتحمل قدرا غير قليل من النقد  والاعتراض والسخرية والتندر، وأحيانا اتهامات بالباطل وكذبا وتلبيسا (ما سمي بالهبة الصينية ليست آخرها). 


لكن الجديد الان أن قيس سعيد أصبح  محصنا بالدستور ويريد أن يكون مقدسا ، وما بين نصف إله ونصف انسان،  منزه  عن النقد والانتقاد، فضلا عن السخرية الكوميدية. 
لطفي العبدلي الذي قدم آيات القربى والتزلف لقيس سعيد ودعا للتصويت له  على استفتائه الفاسد والمزيف، يتجرع اليوم  من كأس السم الذي أراد سقايته لخصوم قيس. 


الرجل بمجرد أن  تلفظ بكلمات قليلة من النقد الساخر حتى  كاد بوليس سعيد  ينقض عليه فوق خشبة المسرح، ثم هم بالمغادرة وتركه في العراء. ولا ننسى  قبل ذلك بأيام قليلة منع عرض مقداد السهيلي في المنستير بزعم المس من قدسية الزعيم،  الذي مات وحيدا معزولا ولم يجد حتى من يرافقه الى قبره.  


قيس سعيد استعمل هذه الجوقة من الفنانين المتزلفين مجرد جسر عبور نحو دكتاتوريته الجديدة، ثم قال لهم شكر الله سعيكم على " مادة الطحين الفاخر" الذي قدمتوه . 

هنيئا لكم  بالحرية والرفاه الموعودين، وأهلا وسهلا بكم في الجمهورية البوليسية الجديدة لقيس سعيد، والقادم أعظم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم